,

رسالة كوكب اليابان

بقلم/خديجة الزنداني

هكذا أطلق هذاالوصف على هذه القطعة من الأرض،


وإليها توجهت جميع الأنظار، حتى الأطفال!و منهم:
أمجد :
لم يتجاوز الأربع سنوات، هو من أكون عمتهُ، يرتدي قميص أحمر، فاللون الأحمر رمز للتميز، هو لونه المفضل، دليل تميزه، ويجذبه المتميزون،
أول برنامج تلفزيوني تابعه يخص الكبار،تابعه
بكل اهتمام، شد انتباهه، قدمه على برامجه الخاصة، هو برنامج





مقدمه الأستاذ/أحمد الشقيري.

أمجد:
رصد الكلمات اليابانية التي ذُكرت،أتقن نُطقها وعرف معناها .

ذكاء وبراءة الطفولة:
عمهُ متقن اللغة الانجليزية ،فظن أنه من سيقدر قدراته اللغوية،فجرى مسرعاً إليه يلتقط أنفاسه.
فقال: عمو أنا أتحدث اللغة اليابانية .
فأخذ يسرد الكلمات اليابانية آيتي كماس ويترجم ويقول يعني ًهيا،اريجاتويعني شكراً.
فرد عمه وهو متهلل الوجه,سعيد بهذا الخبر،فقال: ما أسمك بالياباني؟
فأجاب أمجد: بكل ثقة وطلاقه أسمي أمجد.

* خطوة لابد منها:

هذا الموقف هو الذي دفعني للتجوال عبر صفحات الإنترنت! للمطالعة أراء ومواقف الناس حول هذا الموضوع ، وأثناء تصفحي وجدت ما توقعته، أن أمجد
ما هو إلاواحد من ملايين المعجبين بالمجتمع الياباني ،
فهل الأمر يستحق كل هذا؟

إن المتأمل المتفحص لواقع اليوم، يجد أن اليابان أصبحت حديث الساعة، الذي شغل عامة الناس، فمنهم المعجب، ومنهم المقلد، ومنهم من توجه للسياحة، ومنهم من قرر الدراسة هناك، ومنهم من يتعلم اللغة اليابانية ، وهناك من يفكر بالزواج من اليابانيات، وأيضا أصبحت تجارب اليابانيين هي المثل والدليل الذي يستشهد به التربويون في خطابهم ،مثال على ذلك سمعت أحد المتخصصين في تربية النشء يقول العقاب في اليابان للطلاب المخالفين أو المقصرين أن يصلح جهاز إلكتروني ، فالياباني كرامته محفوظة حتى أثناء العقاب،وهذاهو أسلوب التربية الصحيح.
فهذا الأمر يأخذنا للحديث عن أهم النقاط التي توضح لنا بعض الحقائق المتعلقة بأهم حدث كان له الدور في تغيير وجهة سير اليابان من الإنتقام والحروب,إلى السلام والبناء.
* اليابان وبدايةالنهضة :
لستُ في هذا الموضع بصدد الحديث عن تاريخ اليابان القديم أو المعاصر. وإنما الهدف هوإلقاء الضوء على أولى خطوات النهضة ،التي شغلت الرأي العام في العالم، فاليابان بعد القنبلتين الذريتين التي ألقتها أمريكا في الحرب العالمية الثانية على كل من مدينتي
"هير وشيما" و" نجازاكي "عام1945 م كما في الصورة ،دفعت اليابان لرفع الراية البيضاء فكانت نهاية لمـأساة الحروب التي تزعمتها اليابان ،وبداية لإزدهارحضاري وتقدم تنموي وبناءللحياة بأجمل صورة شهدتها اليابان ،
وتفاجأ العالم لسرعة تقد مها فكانت هذه الحادثة بالنسبة لليابان منحة لامحنة،كيف ذلك؟

_هذا بدوره يدعونا للوقوف قليلاً على أهم سنن النهضة .
فيمكننا هنا أن نحددها بالأسباب التالية لنتعرف على بعض أسرار التفوق لنستفيد



منها وهي كالتالي:
وجدوا أنهم لم يجنوا من الحروب التي دامت سنوات إلا الدمار والفناء.
فكان القرار الحاسم إلى التوجه نحو البناء والعطاء،والتزام الآداب الإجتماعية التي كان لها دور كبير في التقدم الذي أبهر العالم وهز الكثير .ودفعهم للتعرف على هذه الأمة التي تحتل جزء من الكرة الأرضية! ولكنها من طراز آخر، فاليابان استفادت بعد الحرب العالمية الثانية من الآخرين حيث استقدمت
الخبراء وأصحاب الكفاءات من مختلف الإختصاصات العلمية لتدريب اليابانيين وأرسلت البعثات الطلابية للتعليم والتدريب في مختلف العلوم،فكانت أولى لبنات البنا الحديث هو العلم والتربية الذي عكس أثره على المجتمع فأصبح الغالب على طابعه المحافظة على القيم الإنسانية التي ينبثق منها تقدير الإنسان،
وإعطاؤه حقوقه والسير به نحو البناء والعطاء، يقدر كل فئات المجتمع، ويمنح كل مهنة قيمتها، ويطلق عليها تسميات راقية توحي بقيمتها، مهما كان العمل ممتهن في نظر الآخرين، لأنه من وجهة نظرهم أنه مشارك في النهضة فيستحق بذلك كل تقدير واحترام،
، وهذا التقدير هوأولى ثمرات العلم ،و مما تجدر الإشارة إليه أن أعظم ما شد المتابعين للبرنامج ليس التقدم التكنولوجي؛ إنماشدهم الآداب الاجتماعية التي التزموهاو تقديرهم للإنسانية , فهي عند اليابانيين بمثابة مبادئ ثابتة لاتتغير نشئوا عليها بدايةً من البيت والوسائل الإعلاميه وإنتهاء بالمدرسة


وأيضاً من أسباب تفوقهم أن حكومتهم هي من تزعم مسارالتنميه و التربية وهي أيضا من يتصدى لأي ظاهرة أخلاقية سيئة و تقوم بإيجاد الحلول المناسبة حتى تقضي عليه وتقدم لهم البديل ،وهي التي تشرف على التعليم بداية من الحضانة، وتَعتبر المدرسة مصنع يُخرج أجيال بمواصفات معينة ،لذلك يدقق في إختيار المدرس فهو من تصاغ الأجيال على يديه ؛فلذلك المدرس لا يحصل على هذا التوصيف إلا بعد أن يجتازإمتحانات صعبة، إذاً المسألة ليس كل من أراد أن يعمل في هذا المجال يرحب به، وذلك لأنهم أدركوأهمية المدرس
وأعطو العلم أهمية كبيرة من حيث الميزانية ومن عدد المدارس والجامعات ،لأنهم أدركوا أهمية الأخذ بهذه السنة التي أمرنا الإسلام بها، وأيضا اهتموا بالعمل بكل إتقان حتى كانت منتجاتهم هي السباقة في إقبال وتنافس الناس على شرائها في أنحاء العالم،
أمافي عالم التكنولوجيا فقد وصلت عقولهم إلى صنع دمىتعمل كبائعة في المحلات وتفاصل الزبائن في السعر وممكن أن تدور معهم عدة أقسام في المول وترشدهم؛ وهذاآخر مانقلته قناة الجزيرة عنهم ،أماعن النظافةفهي تحتل المركز الأول من اهتمام اليابانيين وأول ما يلفت السائح هناك حدثني من أعرف أنه عندما سافر إلى هناك كان يمشي هووصديق له في الشارع وكان في يدصديقه علبة عصير فارغة فخافت أحدى الفتيات اليابانيات أن يرميها في الأرض فجرت مسرعة وأخذتها منه ورمتها في المكان المخصص بالنفايات،فهذا الموقف يعكس مدى اهتمام المواطن بالنظافة،وللمعرفة أكثر شاهد برنامج خواطر.
فكما لاحظنا علم وعمل وإخلاص وآداب اجتماعية أمانه وصدق.
اخذوا بالسنن الإسلامية التي تقود المجتمعات نحو التنمية وإن كانوا غير مسلمين.

* قانون الهي :

أجمع الحكماء أن أي مجتمع ينتصر على أي مجتمع آخر فهو انتصار في الحقيقة للمربين والمدرسين،عندما هُزمت اليابان قال حكماءهم ،"لقد هُزمنا بسلاح قادم من المعامل المدرسية، وعلينا أن نعيد النظر في مدارسنا ومعاملنا"
ومن ثم فقد بدأت نهضة تعليمية في المدارس ،أسفرت عن تقدم صناعي فاق التقدم الغربي واستطاع أن يهزمه في أكثر من مجال.
بعد النكبة العالمية التي حلت بهم بشهر واحد خرجوا لطلب العلم كما في الصورة! لأنه مفتاح وأساس كل نهضة ،فكان بداية التحول العظيم
فمن يزرع هو من يحصد، وهذه سنة الله في أرضه وخلقه،كيف لا يكون ذلك
وأعظم صفة ملازمة لهم ولصيقة بهم هي القراءة، 80% يقضون أوقاتهم في هضم المعلومات،إما يقرءون كتاب أوجريدة أومجلةأويسمعون راديو حتى وهم في الحافلات، لأنهم أدركو أن العلم هو وراء كل نهضة.

* ماذا عن الإسلام في اليابان :
إن من الدعاة هناك من يبشر بدخول كثير في الإسلام؛ ويقولون إن مستقبل الإسلام مشرق، هناك الواحد يعادل أمة في نشاطه الإسلامي إذا أعتنق الإسلام ،ومن لم يسلم منهم يحترم الإسلام ، ويرون أن فيه تأكيد لمثلهم وتقاليدهم ،ويتلقون نشراته بكل احترام ويعبرون عن ارتياحهم لهذا الدين،وأيضاً بسبب أنهم وثنيون ومعتقدهم مليء بالخرافات عندما يتعرفون على عظمة
الإسلام لايملكون إلااتباعه، وأيضا مبادئهم والآداب التي التزموها القريبة من الإسلام تسهل عليهم اعتناق الإسلام ،والجدير بالذكر أن الدعاة هناك لايجدون أي اضطهادأوتضييق .هذه اليابان!


* وقفة مهمة :
إن ما وصلت إلية اليابان من التقدم هو مما يأسر العقول والقلوب، فحب الجمال بكل صوره هو من طبع الإنسان، ولكن لنحذر أن ننسى أنهم غير مسلمين، فلنحذر من الذوبان في تقاليدهم والتقليد لهم ولكن الحكمة ضالة المؤمن.
نأخذ منهم بما يتناسب مع شريعتنا ،ولانترك مجال لتسرب اليأس والإحباط إلينا ،بل الواجب إن يدفعنا نحو العمل وما البرنامج إلارسالة من الله يبين حقيقة مبادئ الإسلام التي يستهين البعض من تطبيق أحكامه أويحاول تفسير أوامره بما يناسب هواه فلنراجع ديننا الذي فيه سعادتنا الدنيوية والآخرويه حتى لايستبدلنا الله فهذه رسالة يجب أن نعيها ونفهمها قبل أن يفوت الأوان.


وماحديثي عن اليابان إلا من أجل إعطاء صورة حية عن أهم سنن النهضة حتىنتعلمها و نأخذ بها .
* رسالة لكل مسلم فأعدوا :
لابد للمجتمع الإسلامي من ميلاد وذلك مصداقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم
"ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخلة الله هذا الدين بعز عزيزأوبذل ذليل، عزاً يعز الله دين الإسلام وذلاً يذل به الكفر"
إن ما يشهده العالم من صحوة إسلاميةعارمة قد أسفرت عن ظهور كثير من المفكرين والتربويين على الساحة وبدأت نهضة التغيير وبدأ الركب يسير نحو الإتجاة الصحيح وقد ظهر صدى ذلك النجاح في أوساط المجتمعات فقد وجد تقبل غير معهود من ذي قبل ولكن الحاجة إلى المزيد من الإبداع والإستمرار في التفوق.


** تــنــبـــه :
نحن من يكفينا فخراً أننا مسلمون وهذا مايميزنا عن العالمين ، نحن من قضى الله أننا من يجمع الدنيا والآخرة بقوله تعالى "قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين أمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة"
وغير المسلمون مهما قدموا من النجاح فلن يتعدى الحياة الدنيا قال تعالى" وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلنه هباءً منثورا"

* مستقبل مشرق :
لنخرج من مرحلة الثناء والشكر قليلا إلى دائرة العمل والتعاون.
نحن من دعنا الإسلام إلى التفاؤل، فرؤانا المستقبلية توحي لنا بأننا إذا أخذنابالإمكانات التي بين أيدينا سوف نقودأعظم نهضة ولن يكون ذلك إلابالعلم والعمل ،وإيجاد روح الفريق الواحد، والإتقان في العمل، والإلتزام بالدين ،والتمسك بالأخلاق والمثل العليا ، وإعادة النظر في المناهج التعليمية والمد رسين، والأهم من هذا كله قيادة راشدة تقود مسيرة النهضة بكل صورها ومجالاتها، فهذه القيم تفتح أمام أعياننا آمال وآفاق جديدة نحو الرقي والتقدم، كمار أينا أن سبب تقدم اليابان هي الأخذ بهذه السنن فأفلحوا وهم غير مسلمين لأن الله جعلها سنن متاحة لمن يستغلها ، فكيف إذا أخذ بهذه السنن المسلمين سيكون فعلاً النجاح الأكيد.

* أروع صفحات التاريخ :
هي من سيسطرها أنت وكل الجيل الصاعد جيل النصر, نحن من سيجمع بين العلم الشرعي والعلم المادي ليخرج أعظم نهضة في التاريخ ،نحن من سيحافظ على قيمه ويقول أول تعريف عن نفسه أنا مسلم وهو مرفوع الرأس لأنه ينتمي لأرق رسالة،نحن من سيعيد مجد الأمة، نحن من سيصدر قيمه للعالم.
كن أنت التغيير:

قال تعالى "إن الله لايغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم"
فبداية التغيير قرار، أصدره من الداخل، أفكر في ذاتي ، وأنمي قدراتي ،وأخلص لربي ،أتبنى فكرة تبني أمة، وأخرجها للعالم .
فليبدأ كل شخص بنفسه.
:تذكر دائماً

أن اليابان حكمة نأخذ منها فكرة بما يتوافق مع شريعتنا دون الذوبان في مجتمعهم و ثقافتهم

أنت من يحمل رسالة من المهم أن تعتز بها وواجب عليك أن تعمل بها وتنشرها فهناك من هو محتاج لمعانقتها

.أنت من سيقود العالم نحو القمة -


_ لأنك أنت التغيير_



6 التعليقات:

غير معرف يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اليابان شهاب سطع ضوئه بقوه في كوكب الأرض فكانت الرؤية جليه واضحة فقط لمن اراد ان يرى بينما بقي في ظلام من اراد الهروب وتعليق الاعذار فشريعة الاسلام لنا وهم من يعملون بها وجهنم للكفار وحذار ان تكون لنا

مع الشكر والتقدير للطرح المميز

غير معرف يقول...

قد قرآت الكثير عن اليابان ولكن هذا المقال من احسن ماقرات حيث و انك جمعت بين حضارتهم و تراثنا العريق.

تغريد الجريزع يقول...

مدونتك رائعةواتمنى لك النجاح

أم رهف يقول...

سبحت معك في بحر مدونتك الاكثر من رائعة وجذبتنى تلك الكلمات التى هزتنى من الداخل لانة بالفعل نحن من سيقود العالم نحو القمة طرحك متميز وافكارك سلسة وواضحة ووفقك الله وجعلك نبراسا للامه نحن فى احر الشوق لكل جديد منك ايتها المبدعه

المتميزة حنان عطية يقول...

اشكرك ايتها المبدعة على مقالتك الأبداعية الاكثر من رائعة....

وفعلا نحن من سيقود العالم ومن سيحدد مصيره ورقية لاننا امل الأمة ومستقبلها
فلنسعى معنا لرقى امتنا ونصعد نحو القمة فنحن من يستحقها اكثر من غيرنا

فلنجعل اليابان هي الحافز لنا نحو القمة


ولنكن نحن التغيير الذي نريد ان نراة

اسيرة الشوق يقول...

جذبني شكلها وألوانها الساحرةوعنوانهاالصارخ لاأحب القراءة كثير ولكن المقدمة الجميلة دفعتني للقراءة لشدت إعجابي واصلت اسرتني الكلمات لامست شغاف قلبي أثرت في الكثير لربما يدل على صدق كاتبها وذلك في موضوع اليابان والحب سأكون متابعة جيدة وسوف انتظر كل جديد على أحر من الجمر .

إرسال تعليق

الذي تود أن ترى العالم به